البيانات الرقمية : ماهي ومتى تصبح شخصية؟

تحيط بنا البيانات الرقمية و تتخلل حياتنا اليومية. كلما شاهدنا فيديو، قرأنا محتوى رقميا أو تلقينا بريدا إلكترونيا،  بهذه الأفعال نكون قد استهلكنا البيانات التي ينتجها الآخرون. و عندما نبعث رسالة نصية ، نكتب ملفا أو ننشر محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي نحن بصدد إنتاج و خلق هذه البيانات.

في عالم متصل بالانترنت بنسق متزايد و  سريع، تعد البيانات أصولا ذات قيمة. يتم جمعها، تحليلها و استخدامها لمختلف الأغراض : من محاولة بيعك لسلع على الانترنت إلى سرقة أموال. معرفة  حماية هذه البيانات يستوجب دراية بمفهوم البيانات، كيف يتم إنتاجها و التخلص منها، و من يسعى وراء استعمال هذه البيانات.

ماهي البيانات الرقمية ؟ 

أي معلومة تتم معالجتها أو تخزينها في حاسوب، هاتف ذكي أو جهاز يخزن البيانات، تعد معلومة رقمية. 

أنت تنتج و تستهلك هذه المعلومات في شكل ملفات نصية،فيديوهات، مقاطع صوتية، صور، برامج. في مراحلها الأولية و في أبسط أشكالها تتكون هذه البيانات من أصفار و آحاد أو ما يعرف بالبيانات الثنائية. 

كل الحواسيب و الهواتف الذكية تستعمل هذه الشكلية و تقرأ لغة الآحاد والأصفار.  فبالإمكان انتاج، و معالجة و تخزين البيانات الرقمية على أي جهاز مشابه . نستطيع أيضا أن نرسل هذه البيانات من جهاز إلى أو نجعلها متوفرة لملايين من الأفراد المتصلين بالانترنت.

من المهم حماية بياناتك و بالخصيص الشخصية منها. مثل تاريخ الولادة، العنوان، رقم جواز السفر، رقم رخصة السياقة،رقم المعرف الوطني، رقم الحساب البنكي، السجلات الصحية إلخ. أي معلومة قد تستعمل لتعريفك أو تحديد هويتك بطريقة أو بأخرى.

خلق البيانات الرقمية 

عند استعمالك للحاسوب أو الهاتف أنت بصدد خلق المعلومة. بإمكانك تمثل هذا عند خلق ملف ورد جديد، نشر محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي أو أخذ صورة عبر جوالك.

و لكن معظم البيانات التي نقوم بانتاجها على محاملنا الرقمية، من الصعب ملاحظتها. على سبيل المثال يحتفط حاسوبك بسجل مفصل عن متى تستخدمه، أي تطبيقات تستعملها مع الوقت التي تستغرقه عليها. يتعقب أيضا متصفح الانترنت المواقع التي تزورها، الوقت التي تستغرقه على كل موقع، كل نقرة و كل ملف تنزله. مع كل صورة تلتقطها، يسجل هاتفك الذكي أين و متى تم التقاطها. إذا لم نعرف أين نبحث عن هذه البيانات ستبقى مخفية عن مرآنا.

التخلص من البيانات الرقمية 

التخلص من البيانات ليس بالأمر السهل و المباشر مثلما يبدو لنا. عند الضغط على “حذف” أو نقل ملف الى سلة المحذوفات (لمستعملي ويندوز) أو الحاوية (لمستعملي أپل)، نظام التشغيل يبقي ذلك الملف لفترة معينة في حال  غيرت رأيك و قرر استعادته. فأي شخص بحوزته.ا  جهازك بامكانه.ا البحث عن ملفك. 

غير أنه عند إفراغ سلة المحذوفات (أو الحاوية) أو حذف الملفات مباشرة بتخطي مرحلة إضافتها إلى السلة، لا نكون قد سحبنا هذه الملفات من الجهاز بشكل نهائي. عند حذف الملفات بهذه الطريقة، يتلقى برنامج التشغيل إشارة أننا لسنا بحاجة إلى هذه الملفات و يمتنع عن إظهارها. و لكنه في الواقع، لا يقوم بسحبها نهائيا. تتخذ هذه الملفات مساحة على الأقراص الصلبة، و فقط عند الحاجة لتلك المساحة لأغراض أخرى، يقوم برنامج اللتشغيل باستبدال البيانات الثنائية للملفات التي قمت بحذفها ببيانات جديدة. إلى حين حصول ذلك و الإحتياج لتلك المساحة، ليس من الصعب استرجاع الملفات المحذوفة.

هناك أدوات خاصة بإمكانك استعمالها لمسح البيانات من الأجهزة، بما معناه، حذفها و استبدالها ببيانات ثنائية أخرى متكونة من خلطة عشوائية من الآحاد والأصفار.قم باتباع هذه التوجيهات لتنزيل واستخدام BleachBit  ، أداة مجانية تقوم بمسح البيانات من قرصك الصلب بشكل آمن و دائم.

من الصعب التخلص من البيانات التي نقوم بمشاركتها على الانترنت. عندما ننشر صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، نسجل لخدمات معينة باستعمال  بريدنا الالكتروني، نشارك ملفاتنا عبر تطبيقات المراسلة أو نرسل فيديوهات عبر مواقع تبادل الملفات. ليس بإمكانك ،على الدوام،  تعقب من لديه نسخ من بياناتنا

من يسعى وراء بياناتك ؟ 

ليس بإمكانك بالفعل معرفة من قد يكون مهتما بالبيانات الموجودة على أجهزتك . قد تريد أفراد، مجموعات أو مؤسسات الحصول على هذه المعلومات لعدة أغراض، منها سرقة معلوماتك البنكية أو صورك و تسجيلاتك الشخصية للابتزاز. 

لعدم معرفة من قد يكون مهتما بيانتك و لماذا، وجب عليك ضمان سلامة حواسيبك، الهواتف النقالة و أي محمل لتخزين البيانات.

هناك أيضا العديد من المعلومات التي تتركها عند تصفح الانترنت على حاسوبك أو هاتفك . من المهم معرفة نوعية المعلومات التي تكشفها عند تكون متصلا بشبكة الإنترنت، كيف تُستخدم هذه المعلومة و ما الذي بامكانك فعله لتقليل أثر بصمتك الرقمية.