تم التحديث في ١٦ أغسطس ٢٠٢١

التزييف العميق تقنية لتعديل الصوت و الصورة باستخدام الذكاء الاصطناعي. تمكن هذه التقنية من تغيير الفيديوهات و المقاطع الصوتية بشكل احترافي و عالي الجودة بحيث يصعب التمييز بين الحقيقي و المزيف.
يمكن صناعة مقطع فيديو كامل باستعمال صورة واحدة (وليس من الضروري أن تكون عالية الجودة) وتعدل هذه الصورة لتلائم حركات وخطاب الشخصية في الفيديو. أدناه مثال عن تزييف خطاب سابق للرئيس دونالد ترمب.
و إن كانت هذه التقنية من إحدى التطورات التي شهدها عالم السمعي البصري فهذا لا يمنع إمكانية استعمالها لأغراض ضارة منها نشر الأخبار الزائفة والمضللة وخاصة القيام بالاعتداءات ضد النساء.
حسب إحصائيات نشرت في العام 2019 96% من المحتوى المنشور والذي يستعمل تقنية الديب الفايك هو محتوى بورنوغرافي ويكون هذا المحتوى في غالب الأحيان غير قانوني، أي لم يتم أخذ موافقة الأطراف الحاضرة في الفيديو لاستعمال هويتهم. وبامكاننا تخيل مدى حجم الضرر النفسي (أو الاقتصادي أو الجنسي) الذي يمكن أن تتعرض إليه الضحية عندما يقع استغلال صورها ، من دون رضاها، قصد التشهير أو الابتزاز.
حسب شهادات ضحايا التزييف العميق أن المنتوج النهائي مضلل فعلا ويصعب التفريق بينه وبين فيديو تم تصويره بالفعل وليست كتقنية تزييف الصور كتقنية الفوتوشوب التي تنتج صورة ثابتة فحسب. علاوة على ذلك، كل محتوى يتواجد على الشبكة سريع الانتشار و لا يمكن مسحه بسهولة.
قد نظن أن القيام بمحتوى “Deep Fake” يتطلب معارف تقنية عالية وجهدا ووقت كثير ولذلك فعمليات التزييف قصد التضليل لا تستهدف إلا الشخصيات العامة. لكن الواقع يعكس غير ذلك.
بحسب مجلة فوربس منذ بداية سنة ٢٠١٩ كان هنالك حوالي 7،964 فيديو “تزييف عميق” و بعد تسعة أشهر تضاعف العدد إلى 14،678. هذا دليل على شعبية هذه التقنية وسهولة الحصول عليها والتمكن منها فضلا لوجود المصادر المفتوحة (وجود البرمجية لتطبيق أو تقنية معنية على الانترنت، مجانا و للعموم) التي تخول لكل مهتم.ة تجربة هذه التقنية. و المريب مؤخرا ، شهدنا سنة 2019 و 2020 ظهور مواقع وتطبيقات خصيصا لتعرية أجساد النساء والفتيات في الصور الثابتة باستعمال تقنية التزييف العميق. هذه المواقع لا تثبت من هوية المستخدمة وتعطي للأسف نتائج ذات درجة عالية من الواقعية .
يبرهن وجود مثل هذه المواقع على حجم التهديد و المخاطر الذي تعرض له النساء، سواء كانوا من الشخصيات العامة أو لا، فأي معتدي بحوزته بعض الصور من حساب على مواقع التواصل الاجتماعي أو بحث في غوغل بامكانه تشويه سمعة الضحية أو ابتزازها بهذه الصور، تجد النساء أنفسهن، مرة أخرى، في مواجهة لكل أنواع الاعتداء التي قد يحمله العالم الافتراضي و تداعيات ذلك الاعتداء في المجتمع المحيط بها من تصديق، استغراب، لوم و ربما يقضي إلى قتل الضحية.
تعمل شركات مثل فايسبوك و مايكروسوفت على تطوير أدوات لكشف المحتوى المصنوع بتقنية التزييف لكن ذلك غير كاف لمقاومة العنف المسلط ضد النساء باستعمال هذه الأداة إذ يظل الوعي الاجتماعي من أهم العوامل للحد من هذه الظاهرة . يجب علينا أن لا نصدق أي محتوى نجده على الشبكة و نسرع في ردة الفعل و الحكم خاصة و إن كان ينتهك خصوصية فرد ما.
المراجع :
https://regmedia.co.uk/2019/10/08/deepfake_report.pdf
https://www.forbes.com/sites/robtoews/2020/05/25/deepfakes-are-going-to-wreak-havoc-on-society-we-are-not-prepared/?sh=25835d257494